کد مطلب:220155 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:154

الطرق التنفسیة
یسلك الهوا الذی نتنفسه طرقا معقدة و متشعبة حتی یصل الی الحویصلات، و یتنفس معظم الناس حوالی 85 درصد عن طریق الأنف، بینما یبقی الفم طریقا اضافیة لمرور الهواء حیث تبلاغ الحاجة للتهویة قدرا كبیرا (40 - 35) لیتر فی الدقیقة.

یفید الأنف والبلعوم فی تسخین و ترطیب الهواء الداخل و تنقیته، و ان مرور الهواء عبر الحنجرة یثیر عمل مجموعة من العضلات الرقبیة و الغضاریف، بحیث تبقی مفتوحة طیلة الشهیق و تنغلق فی أثناء البلع، و كل ما من شأنه أن یتطلب زیادة بالضغط داخل الصدر كالتقیؤ والتغوط.

تتلو الرغامی الحنجرة و هی بطول 12 - 10 سم، اسطوانیة الشكل مدعمة بغضاریف حلقیة ناقصة بشكل حرف (U) و غشاء لیفی خلفی، تتفرع الرغامی عند المهماز (الجؤجؤ Carina) القصبی الرغامی الی قصیبتین رئیسیتین یمنی و یسری، تنتهی القصبات بالقصیبات الانتهائیة (Terminal Bronchioles) التی تتیح توسعا سریعا و كبیرا للطرق الهوائیة، یتلو هذه القصیبات الانتهائیة ثلاثة فروع من القصیبات التی تتألف جدارها من أعداد متزایدة من الحویصلات، ثم الأمنیة الحویصلیة Alreolar Ducts، التی تنتهی بالأجواف الحویصلیة Alveolar Sacs و عند هذه النقطة فان مساحة السریر الحویصلی الشعری تصل الی حدود لا تصدق تبلغ 100 - 50 متر مربع.

أما الرئتین فهما ممتدتان من أسفل الرقبة الی الحجاب الحاجز، و هو الفاصل الذی یقسم تجویف الجسم الی قسمین، و هما تشبهان المخروط علی وجه التقریب، قمته الی الأعلی و قاعدته الی الأسفل. وكان رئة مستقلة عن الأخری، بحیث أن الانسان اذا لم یستطع التنفس بواحدة منهما لسبب أو لآخر، یمكن الاستعانة بالرئة الأخری، كما أنهما تختلفان قلیلا فی الشكل والمظهر، و تتكون الرئة الیسری من فصین فی حین تتكون الیمنی من ثلاثة فصوص، كما أن الرئة الیسری أصغر قلیلا من الرئة الیمنی نظرا لوجود القلب بین الرئتین، والرئتین تحتوی علی ملایین من الحویصلات الهوائیة.

ان أهم وظیفة للرئتین هی الاستدماء، و هی الوظیفة التی تقوم بتأمین



[ صفحه 759]



الأوكسجین اللازم للنسیج بغیة تأمین القدرة اللازمة لمختلف عملیات البدن الحیویة، و التخلص من غاز ثانی أوكسید الفحم الناجم عن عملیة الاستقلاب (Metabolism).

و یقول العلامة المجلسی قدس سره: و أما الرئة: فان قصبتها تنتهی من أقصی الفم علی ما ذكرنا حتی اذا ما جاءت الی ما دون الترقوة انقسمت قسمین، و ینقسم كل قسم منها أقساما كثیرة، و انتسج و احتشی حوالیها لحم أبیض رخو متخلخل هوائی غذاؤه دم فی غایة اللطافة والرقة، فیملأ القصبة والفرج التی بین شعبها وشعب العروق التی هناك، فصار من جملة القصبة المنقسمة والعروق التی تحتها.

واللحم الذی یحتشی حوالیها بدن الرئة، و نصفه فی تجویف الصدر الأیمن، والآخر فی الأیسر، فهی ذات شقین فی جزئی الصدر، لكی یكون التنفس بآلتین [1] ، فان حدث علی واحد منهما حادثة قام الآخر بما یحتاج الیه، كالحال فی العینین، و جللت بغشاء عصبی لیحفظها علی وضعها و لیفیدها حسا ما.

و انما تخلخل لحمها لینفذ فیه الهواء الكثیر فوق المحتاج الیه للقلب، لیكون للحیوان عندما یغوص فی الماء، و عندما یصوت صوتا طویلا متصلا یشغله عن التنفس و جذب الهواء، و عندما یعاف [2] الانسان استنشاق هواء منتن أو هواء مخلوط بدخان أو غبار، هواء [3] معد یأخذه القلب، و أن یكون معینا بالانقباض علی دفع الهواء الدخانی و علی النفث.

و سبب بیاض لحمها هو كثرة تردد الهواء فیه و غلبته علی ما یغتذی به، و انما تشعب شعبا لئلا یتعطل التنفس لآفة تصیب احدی الشعب، و لا رئة للسمك، و انما یتنفس بالهواء من طریق الأذنین.

و أما قصبة الرئة: فمؤلفة من غضاریف كثیرة منضود بعضها فوق بعض،



[ صفحه 760]



مربوط بعضها الی بعض برباطات، بعضها دوائر تامة، و هی التی فی داخل الرئة، و بعضها نصف دائرة، و هی التی تجاور المری ء و تماسه فی فضاء الحلق.

وبین كل اثنین منها فرجة، و یجللها غشاءان یجریان علیها و یشملان الفرج التی بینها، و یصلان بین طرفی أنصافها داخلا و خارجا، و انما جعلت غضروفیة لتبقی مفتوحة و لا تنطبق، ولتكون صلابته سببا لحدوث الصوت أو معینا فیه.

و انما كثرت لئلا یشملها الآفة، و انما ربطت بأغشیة لتتسع تارة و تجتمع أخری عند الاستنشاق والتنفس، فان القابل لتمدد والاجتماع هو الغشاء دون الغضروف و انما لاقت المری ء بجانبها الناقص و بالغشاء، لیندفع عند الازدراد [4] عن وجه اللقمة النافذة اذا احتاج المری ء الی التمدد والاتساع، فینبسط الی الغشاء و یأخذ حظا من فضاء القصبة فیتسع و ینفذ اللقمة بسهولة، فیكون تجویف القصبة حینئذ معینا للمری ء عند الازدراد، وجعل الغشاء الداخلانی أصلب و أشد ملاسة لیقاوم حدة النوازل والنفوث الردیة والدخان المردود من القلب، و لئلا یسترخی عن وقوع الصوت. و انما انقسمت فی داخل الرئة أقساما كثیرة لینفذ فیها الهواء الكثیر و یستعد فیها للقلب، و منفعتها فی اعداد الهواء للقلب مثل منفعة الكبد فی اعداد الغذاء لجمیع البدن، و انما ضیقت فوهاتها لینفذ فیها النسیم الی الشرایین المؤدیة الی القلب بالتدریج، و أن لا ینفذ فیها الدم فیحدث نفث الدم. [5] .

أما السمع: فهو من الحواس المهمة جدا والمؤثرة فی تنمیة القدرات العقلیة والشعوریة عند الطفل، فمن الأسباب الرئیسیة (30 درصد بحسب الاحصاءات) للتخلف العقلی الخلقی والمكتسب تعطل آلة السمع عند المولود والطفل.

و سنكتفی هنا بذكر الخطوط الرئیسیة لحاسة السمع. من الوجهة التشریحیة تبدأ حاسة السمع بالأذن الخارجیة و تنتهی فی الدماغ و بصورة مبسطة جدا، تتألف حاسة السمع من الأذن الخارجیة، والوسطی، والداخلیة التی تنتهی بعصب الصمع، الذی یحول الذبذبات الصوتیة الی سیالة عصبیة، یتولی مركز السمع الدماغی تحویلها الی لغة مفهومة.



[ صفحه 761]




[1] باثنين (خ).

[2] أي يكره.

[3] اسم لقوله «ليكون للحيوان..» و قد انفصل بينه و بين الخبر المقدم عليه ظروف متعاطفة.

[4] أي الابتلاع.

[5] بحارالأنوار: 59 / 34 - 32.